بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

عناصر نظرية التطور (3 ، 4 )


عناصر نظرية التطور (3 ، 4 )
التناوع والسلف المشترك
 من المثير للإهتمام أن الكائنات الحية على تعددها وتنوعها تمتلك سمات مشتركة، فأنا وأنت والفيلة والذباب نستخدم الطرائق البيوكيميائية ذاتها في توليد الطاقة اللازمة للجسم، والشفرة الوراثية (الدنا) الخاصة بكل منا تتكون من الأحرف الأربعة ذاتها، والتي تولد البروتين بنفس الآليات، إن ذلك يشير إلى أن سلفا مشتركا أورثنا هذه السمات أو الوظائف، لكن ما سبب هذا التنوع الكثيف بين الكائنات الحية، ألا يفترض بها أن تكون جنسا واحد شديد التشابه؟ ذلك يمكن تفسيره من خلال العنصر الثالث من النظرية، الانفصال إلى أنواع، ما أسميناه سابقا بالتناوع (speciation) .




لنتأمل الرسم التوضيحي، فالنقطة (س) ثمثل سلفا مشتركا بين الزواحف الحديثة والطيور، النقطة (س) تمثل زاحفا بدائيا تفرع مع تقادم الزمان إلى الأنواع المبينة في الرسم، ويسمى هذا السلف بالرابط المفقود (missing link) بين السلالات اللاحقة، هناك أيضا رابط مفقود آخر بين الديناصورات والطيور في النقطة (ص) والذي يربط بين الديناصورات ثنائية الأقدام آكلة اللحوم وبين النعام والعصفوريات، والمؤلف يقول أنه سيتحدث مستقبلا عن الديناصورات ذات الريش التي ترجح صحة الرابط (ص).
لنتذكر عنصر التدرج، فالاختلافات البسيطة تبدأ بالظهور أكثر فأكثر عبر مئات أو ملايين السنين حتى يظهر عندنا نوعان مختلفان، لكن متى نقول انهما نوعين مختلفين فعلا؟ عندما يتعذر التكاثر بينها، يختفي التجاذب الجنسي مثلا أو يكون النسل الناتج عقيما (البغال)، أو الإزهار في مواسم مختلفة بالنسبة للنباتات.إن زيادة عدد الأنواع على الأرض يزيد من فرص بقاء الحياة على الأرض.

السلف المشترك هو الوجه الآخر للتناوع بمعنى أنه عوض النظر إلى النوع بأنه سيتفرع إلى أنواع ، ننظر إلى نوعين باعتبارهما يتحدران من نوع واحد وذلك من خلال تتبع قطع الشفرات الوراثية أو المتحجرات.

هناك 7 تعليقات:

عُلا الشكيلي يقول...

جميل، مُتابعين بشغف وبترقب .

اتمنى أن أجد هُنا مستقبلا ، جواب على سؤال أتعبني :
إن كان الإنسان نتاج تطور من سلالة القرديات، فلما لازلنا نرى بعض القرود كما هي لم تتطور إلى إنسان؟!

شكرا لوعيك ولوقتك سيدي.

Abdullah Almaamari يقول...

مرحبا سيدتي
شكرا على المتابعة
لا أعرف الاجابة في هذه المرحلة
لكنني كتبت سابقا:
-----
لكن ذلك لا يعني أن الكائنات تتطور بنفس المعدل، فبعض الأنواع لم يطرأ عليها تغيير يذكر طوال مئات الملايين من السنين مثل سمك الكيولاكانث (coelacanth) (اسم رتبة)، والبعض الآخر تطورت بصورة متكررة مثل البشر والحيتان.
-------------- 
وهذا يعني أن التطور لا يتحرك بمعدل منتظم بل يخضع لعدة عوامل.
لو كان التطور منتظم السرعة وثابت وغير متأثر بالبيئة فإننا سنحصل على كائن واحد فقط
من جهة أخرى فالنظرية لا تقول أن الانسان تطور من قرد وإنما من كائن شبيه بالقرد (ape-like).
بمعنى أن هناك سلفا مشتركا بين الانسان والشمبانزي مثلا.
.
بالنسبة لي لا تقلقني مسألة القرد والانسان كثيرا بقدر ما تحيرني مسألة التطور برمتها، فالنظرية تقدم تفسيرا ماديا لوجود الحياة واستمرارها، وذلك اعتمادا على عمل الجينات. كيف يحدث ذلك يا ترى؟

عُلا الشكيلي يقول...

مرحبا سيدي،
أصدقك القول، فقد كان سؤالي "مُغرضا " لأنني ببساطة لستُ مُقتنعة بنظرية التطور تلك ،
نعم ، لا خلاف أبدا فيما ذكرت هُنا آنفا، من أن التطور شيئ مُسلم به ، ولكن "الكائن" يتطور بنفسه ، ولا يتطور عن مخلوق آخر، بدليل أن الشمنانزي لايزال موجودا أيضا ، والإنسان "بفكره " وبجميع الخلايا المتصلة به ، لابد أنه تطور ، ولكنه تطور عن ذاته ، أي تطور "من سلالته"، وليس من سلاسلة أخرى ،
قد تتشابه بعض الأمور في الإنسان مع غيره من المخلوقات ، لا شك في ذلك، ولكن لا يعني ذلك أنه تطور منها.
مثال السمكة التي جئت بها كمثال ، يا ترى لو انها تطورت ، هل كنا علمنا أو عرفنا أنها تطورت؟ لن نعرف، لأنها لو كانت تطورت لشيء آخر ، فإنها ستختفي ويظهر ذلك المخلوق الآخر الذي تطور عنها.

خلاصة اما أود قوله : نظرية التطور ، مُقنعة من ناحية أن كل شيء في الحياة لابد ان يمر بحالات تطور ، او إرتقاء، ولكن لايعني ذلك أن يتحول من كائن إلى آخر.

بخصوص سؤالك ، فإنني لذلك أرمي، الحياة لن تكن لتستمر لولا انها تتطور ، أي الجينات البشرية وجينات المخلوقات بصفة عامة ، لو لم تكن تتطور لكانت إنتهت منذُ أزل، وكيف يحدث ذلك ؟، هُناك عدة مبرارات ، ودلائل. لابد ان نجد حاذقا فطنا يرشدنا إلى اللبنة الاولى للفهم .

شكرا سيدي.

Abdullah Almaamari يقول...

كل التحايا أيتها الرائعة
هل هذا موقف نهائي أم أنك تبحثين عن موقع فهم أعمق للنظرية؟

اعتقد أن نظرية التطور تقترح شيئا آخر
مثال تقريبي:
تخيلي أن الجبل الأخضر مكون من حبات الملح بأكمله، وخلال ثلاثة بلايين سنة كنا نأخذ يوميا حبة ملح ونضع مكانها حبة سكر
هل سيتحول جبل الملح إلى جبل من السكر في النهاية ؟
هذا ما تقوله نظرية التطور تقريبا.

عُلا الشكيلي يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
عُلا الشكيلي يقول...

مرحبا أستاذي،
دائما ليس لدي موقف نهائي في القضايا الغير متفق عليها.
انا أحاور لأصل إلى أن أصل للحقيقة ، أن أقف الموقف النهائي يعني جمود الفكر. تشبث الىخر برأيه ، يعني أن عقله "مغلق" وأنا لا أحب ان أغلق عقلي عن تقبل الحقيقة.

ولكني أخشى ان ياتي أحدهم ويقول لك:"من تزاحم"؟ قد رفعت عقلك مكانا عليا"! مثلما قيل لآخر!

فقط ارسم علامات التعجب لهكذا عقول.

عموما شكرا لوقتك سيدي.

ومتابعة بشغف.

Abdullah Almaamari يقول...

تحية لهذا الموقف المتميز سيدتي

احترامي الشديد